عندما تكون أحوال المرء طيبة فمن الطبيعي أن يكون سعيدا، ولكن إذا حضرت بعض الابتلاءات فإن المرء قد يحزن، ولكن هناك شيء بسيط يواسيك. مهما أصابك من ضر تذكر أحب الخلق إلى الله وهم الأنبياء، تذكر ما أصابهم ولا تنس أن الله كان يحبهم حين ابتلاهم. تذكر حجم ابتلاءاتهم وضع ابتلاءك بجوار ابتلاءاتهم. تذكر سيدنا يونس عليه السلام في بطن الحوت، وتئكر سيدنا إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار وتذكره كذلك حين أمر بذبح ابنه، تذكر سيدنا يوسف عليه السلام حين لبث في السجن بضع سنين، تذكرسيدنا نوح عليه السلام حين ابتلي في ابنه ونُهِيَ عن الدعاء له، تذكر الرسول عليه الصلاة والسلام حين اتهموه بالجنون.
حين تتذكر هؤلاء تطمئن أن الابتلاء لا يعني أنك منبوذ ولا أنك من ديوان الحب محذوف، وتاتنس بتذكرهم. حين تذكرهم تعلم أن ابتلاءك خفيف وأن نعم الله عليك كثيرة. حين تذكرهم تهون عليك المصيبة، فمن ابتلي بفقد الولد يذكر أن سيدنا نوح عليه السلام كان أشد ابتلاء منه، ومن اتهم بالجنون يعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام اتهم بنفس التهمة. حين تذكرهم تأمل أن يكون الابتلاء طريقك لان تصحبهم في الآخرة. حين تتذكرهم يهون عليك الكثير.
تذكرهم وأحبهم، وانظر في ابتلاءاتهم، وتذكر لطف الله بهم. تذكرهم واقتدِ بهم. تذكرهم واحمد الله، تذكرهم وأنت في الابتلاء لتدرك حجم ابتلائهم.
تذكرهم ولا تحزن فالله لطيف بعبده المؤمن في كل الظروف.